الجلد هو مادّة ابتُكِرت خلال دباغة الجلود وجلود الحيوانات؛ إذ تحوّل عملية دباغة الجلد القابل للتعفن إلى مادّة طبيعية متَعدّدة الاستعمال وبعيدة المدى ومتينة للاستعمالات المختلفة.
ونعرض لكم في هذه المقالة كل ما يتعلق بالجلود الطبيعية من حيث أشكالها وأنواعها وكيفية تصنيعها والتفريق بين منتجات الجلود الطبيعية والجلود الصناعية.
أشكال الجلد:
هناك عدد من العمليات حيث جلد الحيوان يمكن أن يشكّل مادّة قوية مرنة تُدعى جلد عموما، ومن أشكال الجلد الطبيعي ما يلي:
- الجلد الخضرواتي المسمرّ.
- الجلد المسمرّ بواسطة معدن الكروم.
- الجلد المسمرّ بواسطة الألديهيد.
- الجلد المسمرّ بواسطة مادة صناعية.
- الجلد المسمرّ بواسطة الشبّ.
- الجلد الخام.
أنواع الجلد الطبيعي وفي أي بلد يوجد:
تتعدد مصادر الجلود الطبيعية من أبقار وماعز وأفاعي وأيضا جلود التمساح، ولكل مصدر منهم صناعته المختلفة التي يدخل فيها، وفيما يلي نعرض أهم أنواع الجلود الطبيعية وفيما تستخدم:
1- جلود الأبقار
تعتبر جلود الأبقار هي الأكثر استخداما من بين أنواع الجلود، وذلك لمرونتها وسهولة استخدامها وتشكيلها، وأيضا نجد أنها شديدة التحمل فيصنع منها الحقائب والإكسسوارات التي تستخدم في التزيين، وتعتبر جلود الأبقار هي الأرخص وتعرض بلونها الأصلي أو يتم دباغتها، وهناك أيضا جلد العجل وهو صغير البقر، وهو أقل في الوزن وله بريق بارز وسطحه أملس عن جلد البقر، ويستخدم في صنع الأشياء الصغيرة، مثل: المحافظ والقفازات.
2- جلد التمساح
يعتبر جلد التمساح من أقوي أنواع الجلود وأغلاها ثمنا، حيث يمتلك تضليعات مميزة وحرشفه ناعمة بمسافات صغيرة، وقد يتم صقل الجلد، ويستخدم في صنع الأحذية والحقائب الصغيرة لليد.
3- جلد الأفعي
جلد الأفعي من اكثر أنواع الجلود المحببة لدى الكثير من النساء، حيث إنه يتمتع بالمرونة العالية والنعومة أيض، وهو ذو أشكال هندسية مسدسة رائعة المنظر، وترتفع قيمتها المالية كلما كان عمر الأفعي أكبر وأيضا طريقة معالجتها قبل الصنع، يصنع منه الحقائب والمحافظ والأحذية.
4- جلد النعام
يتميز جلد النعام بوجود بروز على سطحه هي تلك منابت الريش، وهو من أكثر الأنواع ندرة وفخامة، هو جلد ناعم جدا وسميك في نفس ذات الوقت، الأمر الذي جعله مطلب لكثير من النساء لاقتنائه، ويصنع منه الأحذية والحلى والمحافظ، وكذلك حقائب السفر وبعض الملابس.
5- جلد القاطور
القاطور هو حيوان مائي يشبه التمساح في تكوينه، وله جلد سميك ذو خامة فاخرة وجودة عالية وأيضا مظهره فريد من نوعه، يتم الحصول عليه من جنوب شرق الولايات المتحدة الأمريكية حيث يتواجد هناك بكثرة، وهو شديد التحمل قوى، يستخدم في صنع حقائب اليد والأحذية.
6- جلد سمك الراي اللاسع
هي أحد أنواع الأسماك التي تدخل جلودها في صناعة الأحذية والحقائب، و تتميز بأنها جلود شديدة القوة وأيضا مقاومة للنار وهو قوى صلب كالبلاستيك؛ لذا يصعب تشكيله والعمل عليه، وهو ذو سعر مرتفع لانفراده بقوة تحمله وأيضا صعوبة العمل عليه ومدى احتراف صانع الأحذية الذي يعيد صقله مرة أخري.
كيف تتم صناعة منتجات الجلد الطبيعي؟
تعد عملية صناعة منتجات الجلد الطبيعي من العمليات الصعبة، وذلك حيث تأخذ الكثير من الوقت والمجهود أثناء عملية الصنع، ويعتبر تعدد العمليات والمعالجات التي يمر بها الجلد هو السبب الرئيسي لجعل الصناعة تستغرق وقت كبير، وتعتبر عملية تحويل الجلد إلى منتجات أو الدباغة كما يطلق عليها هي عملية حفظ جلود الحيوانات من التعفن وإكسابها مرونة ومتانة لتصبح جاهزة لتحويلها إلى منتجات جلد طبيعي، مثل: الأحذية، والحقائب، والقفازات، وغير ذلك من المنتجات، ومع تطور الصناعة والآلات التي تستعمل فيها، بدأ الصناع بالاتجاه إلى أنواع جديدة من الجلود بعيدا عن جلود الماشية، مثل جلود: القروش والتماسيح، كما دخلت هذه الصناعة في معظم الأدوات الرياضية، مثل: الغطاء الخارجي للكرة أو المضرب.
وإليكم مراحل تصنيع الجلد الطبيعي:
1- مرحلة الإعداد والتهيئة
تعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل التي تمر بها منتجات الجلد الطبيعي أثناء صناعته، وذلك حيث يتم إعداده للخطوات التالية، وكلما حسن الإعداد والتجهيز حسنت الصناعة، فلو لم يتم إعداده بالشكل المناسب اكتسب الجلد خواص غير مرغوب فيها، حيث يصبح سميكا أحيانا ورفيعا أحيانا أخرى بشكل يجعل من الصعب خروج المنتج بشكل جيد، وفي الأسطر القادمة سنتناول طرق وخطوات هذه الصناعة.
- المعالجة:
الهدف من عملية المعالجة هو الحفاظ على الجلد من التعفن، ويتم ذلك من خلال وضع الملح على الجلد، خصوصا من الأجزاء الخالية من الشعر، وبعد ذلك يتم نقع (وضع) الجلد في محلول ملحي ثم يتم تجفيف الجلد، ووضعه في أحواض مائية كبيرة وذلك لكي نزيل الدم والأملاح الزائدة ويتم ذلك في آلة تعرف بآلة الرص.
- التخلص من اللحم الزائد:
قبل ذهاب الجلود إلى مصانع تصنيع منتجات الجلد الطبيعي، ترسل إلى مصانع اللحم المجمد والتي تدخل الجلود على آلة مزودة بشفرات حادة تقوم بنزع كل الدهن واللحم من على الجلد.
- نزع الشعر من الجلد:
تقوم المصانع بإعداد أحواض كبيرة من ماء الجير المحتوية على كبريتيد الصوديوم والذي له قدرة كبيرة على إزالة الشعر من الجلد وتستغرق هذه العملية بضعة أيام، ثم يتم إرسال الجلد إلى آلات متخصصة في نزع ما تبقى من الشعر.
- إعادة نزع اللحم:
بعد الانتهاء من نزع الشعر، ترسل الجلود مرة أخرى إلى الآلات لإزالة الدهن واللحم الذي ظهر أثناء عملية إزالة الشعر، لكن هذه المرة تتم هذه العملية في مصانع الدباغة.
- الغسل والتنظيف:
بعد الانتهاء من نزع كل الشوائب التي تصاحب الجلد، يدخل الجلد في مرحلة تنظيف ضخمة في أحواض غسيل كبيرة، باستخدام الماء.
- الضرب:
بعد عملية إزالة الشعر تصبح الجلود قاعدية، لذلك في هذه المرحلة يتم وضعها في أحواض من الحوامض لمعادلة تأثير القلويات.
- إضافة الإنزيمات:
بعد الانتهاء من العمليات السابقة يتم إضافة بعض الإنزيمات إلى الجلود لتزيل بعض البروتينات والمواد التي قد تتداخل معا أثناء عملية الصناعة.
2- مرحلة الدبغ
بعد عمليات الإعداد التي يمر بها الجلد، والتأكد من أنه صالح للدخول في مرحلة الصناعة، يتم تجهيز المرحلة الصناعية التي تناسب الجلد، أحيانا يتم اختيار هذه المرحلة على أساس نوع الجلد الذي يتم العمل عليه، وأحيانا يتم على أساس المنتج النهائي، وفي الأسطر التالية سنعرض الطرق المختلفة التي تتم عند صناعة منتجات الجلد الطبيعي:
- الدباغة النباتية:
تعتبر الدباغة النباتية من أكثر طرق الدباغة التي تحتاج إلى وقت، وذلك حيث تتراوح بين عدة شهور، وقد تصل إلى عام كامل في بعض الأحيان، ويتوقف الوقت الذي تحتاجه الدباغة النباتية على سمك الجلد الذي يدبغ، وتتم عملية الدباغة بوضع الجلد في أحواض ضخمة مليئة بالماء ومادة التانين، ويتم رفع تركيز هذا المحلول مع مرور الوقت إلى أن يصل إلى 25% قبل رفع الجلود من الأحواض، ومن المميزات الملحوظة لهذه الطريقة أنها تكسب الجلد قدرة عالية على مقاومة الماء، وتستخدم عادة مع جلود البقر والنعام ووحيد القرن.
- الدباغة باستخدام الكروم:
على الرغم من صعوبة دباغة الجلود باستخدام الكروم، فإنها من أكثر الطرق استعمالا ويرجع ذلك إلى أنها تتم بشكل كامل في عدة ساعات فقط، وتبدأ العملية بوضع الجلد في أحواض مليئة بحمض الكبريتيك والملح، وبعد تحميض الجلود بالحد المطلوب يتم غسلها جيدا، ثم تنقع مرة أخرى ولكن هذه المرة في المحلول الذي يقوم بالدباغة، وهو محلول كبريتات الماغنسيوم وبعدة ساعات تكون عملية الدبغ قد اكتملت ويكون الجلد قد اكتسب القدرة على مقاومة الحرارة والخدش، كما يكتسب الجلد مرونة عالية، ولذلك يستخدم هذا النوع من الجلود في صناعة منتجات الجلد الطبيعي الخاصة بالأحذية والمفروشات وغير ذلك من هذا القبيل، وبالطبع توجد بعض أنواع الجلود لا تصلح دباغتها بالكروم.
- الدباغة المختلطة:
أحيانا يحتاج الجلد الذي يستخدم في الصناعة مواصفات معينة من النعومة والملمس، خصوصا في الجلود التي تستعمل في صناعة الملابس ولذلك تكون دباغة هذه الجلود خليط من الدباغة النباتية ودباغة الكروم، وذلك ليكتسب الجلد الخصائص المطلوبة.
- دباغة الزيوت:
كلنا نعرف جلد الشمواه والذي يعد نوعا خاص من أنواع الجلود، ويمتاز بملمسه الفريد الذي يحبه الكثيرون، ولكي يتم صنع هذا النوع من الجلود، يحاول المصنعون أخذ الجزء القريب من الطبقة اللحمية للحيوان، ثم يتم وضع هذا الجزء في آلة التصنيع التي تضخ إليه زيت كبد الحوت، وبعد تشبع الجلد بهذا الزيت يتم فرد الجلد حتى يصبح لينا وبريا صوفي الشكل، وفي بعض الأحيان يتم دبغ هذه الجلود بالكروم قبل استعمال الزيت.
3- الخطوات النهائية في صناعة منتجات الجلد الطبيعي
بعد إعداد الجلود ودباغتها تدخل في مرحلة التشطيب النهائي، وتهدف هذه المرحلة إلى الوصول بالمنتجات الجلدية إلى شكلها النهائي، وتمر الجلود في هذه المرحلة بعدة خطوات سنعرضها بالترتيب:
- الفصل:
بعد الانتهاء من عملية الدبغ يتم شق الجلد إلى نصفين، نصف محبب ونصف ناعم، وفي هذه المرحلة أيضا يتم فرز الجلود على حسب المنطقة المأخوذ منها الجلد.
- الصباغة:
في هذه المرحلة يتم صبغ الجلود بالألوان المختلفة، في أسطوانات كبيرة، ثم يضاف إليها بعض المواد كالزيت وغيره لإكساب منتجات الجلد الطبيعي النعومة اللازمة.
- الرص:
تهدف هذه العملية على جعل الجلود طرية ومرنة، ويتم ذلك من خلال خطوات مختلفة كوضع نشارة خشب مبللة على الجلد، أو وضع الجلود في غرف ذات رطوبة مرتفعة، وأحيانا يتم وضع الجلود في آلات الرص التي تقوم بشد الجلد من أطرافه فتوصله إلى الهدف المطلوب.
- التشطيب:
توضع في هذه الخطوة اللمسات النهائية، وذلك حيث نقوم برش الجلد بمواد كيميائية معينة، ونضيف إليه بعض المواد الملمع، ليظهر الجلد براقا مضيئا.
كيف تُفرق بين الجلد الطبيعي والصناعي؟
من المعروف أن هناك العديد من المنتجات المصنوعة من الجلود، ويصعب على المشتري التمييز بين إذا كان المنتج مصنوع من الجلد الأصلي أم من الجلد المزيف لأنه يُصنع بشكل قريب جدًا من الجلد الأصلي، فهناك بعض الصفات للجلد الأصلي لا يمكن تقليدها، وهناك حيل يمكن استخدامها لمعرفة ما إذا كان الجلد أصلي أم لا، ومنها:
1- اختبار قطرة الماء
الجلود الأصلية تمتص الماء، فإذا قام المشتري بوضع قطرة ماء عليها سوف تمتصها، أما إذا تم وضع قطرة الماء على جلد مزيف فإن قطرة الماء ستبقى على سطح الجلد، لأنه وعلى الرغم من مرور زمن طويل على عملية صناعة الجلود المزيفة إلا أنها لم تتمكن من جعل الجلد قادر على امتصاص الماء لأنها سمة طبيعية للجلد.
2- السطح
شكل سطح الجلد الأصلي يختلف عن سطح الجلد المزيف، وذلك لأن الجلد الأصلي مصنوع من جلد الحيوان؛ فسيكون على سطحه تشققات وبقع، بينما الجلد المزيف رغم المحاولات للوصول لهذا النمط إلا أنها قد تصل إلى نمط مناسب من هذه الشقوق ولكن سيبقى واضحًا أنه ليس حقيقي وإنما صناعي، وهذه طريقة يصعب تمييز الجلد الأصلي من المزيف فيها.
3- الرائحة
يكون الفرق بين رائحة الجلد الأصلي ورائحة الجلد المزيف، بأن الجلد الأصلي له رائحة مميزة فهو بالأصل تكون رائحته عفنة ويتم التحسين عليه للتخفيف من هذه الرائحة، أما الجلد المزيف فتكون رائحته كرائحة البلاستيك.
4- الانحناء
كما أن من خصائص الجلد الأصلي الانحناء؛ فيمكن ثني الجلد الأصلي وعند ثنيه يتغير لونه قليلًا أما الجلد المزيف ورغم المحاولة في عملية صناعة الجلود المزيفة إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على هذه الخاصية؛ فالجلد المزيف يصعب ثنيه وبالتالي لا يتغير لونه.
تعليقات
إرسال تعليق